جاءت (حكاية اسمها النادي الأهلي ذكريات ومحطات) كتاباًصادراًعن جائزة يوسف بن أحمد كانو – لمؤلفه الأستاذ مبارك سعد العطوي عضو أمناء الجائزة – بمثابة توثيق لفترات مهمة من فترات النادي الأهلي البحريني، والتي تشكل مرحلة هامة في تاريخ مملكة البحرين في مجال الأندية والشباب، متضمنة تدوين عطاء مجموعة من الرواد المميزين في حقل الرياضة والأندية الرياضية والمجتمع من أبناء هذا الوطن، ويقع الكتاب في 221 صفحة اعتمد فيها المؤلف على ذاكرته باعتباره أحد المسؤولين عن الرياضة وعاصر تطوين بعض الأندية ورأس وفوداً رياضية عديدة مثلت مملكة البحرين في المجالات الرياضية المختلفة في عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
والكتاب من الحجم المتوسط، وطبعته فاخرة، ويقع في مائتين وإحدى وعشرين صفحة مع الفهارس، وسماه مؤلفه(حكاية) وكأنه يريد أن يقول إن الكتاب جاء توثيقاً لحكايات وأعمال سطرت لأناس كانوا أفذاذا خدموا هذا الوطن وقدموا جهدهم في هذا الميدان. ولم ينسى المؤلف أدوار أندية أخرى لعبت دورها في تلك الفترة من الزمن بشفافية ووضوح وبمصداقية وعفوية.
فقد تحدث المؤلف عن جيل السبعينيات الميلادية التي شكلت عهداً جديداً في عطائها واختارت مساراً جديداً في مجمل الاتجاهات والمجالات، وكانت بكل وفاء أملاً جديداً لعنوان الأمة القادم، وكانت المؤسسات بمختلف أشكالها تغص بالمخلصين من الرجال يتعاونون في العطاء ويتنافسون في بناء جيل قادم مميز لهذه الأمة.
ففي عام 1974 تم إشهار المؤسسة العامة للشباب والرياضة برئاسة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة فنظمت هذه المؤسسة الأندية الرياضية والثقافية في البحرين ودعمتها وتم إعداد الخطط للمشاركات والمسابقات بمختلف أشكالها وفئاتها.
ثم جاءت نقلة أخرى في بداية القرن العشرين لتشكيل مجموعات على شكل فرق رياضية تحمل مسميات ذات طابع وطني وجاءت فكرة المنافسة بين هذه المجموعات من فترة لأخرى.
وفي عام 1939 تم تأسيس النادي الأهلي بمدينة المنامة وكان الذين أسسوه من العوائل المعروفة في البحرين من المثقفين والميسورين وجاء النادي امتداداً للمنتدى الأدبي الذي تأسس في عام 1928ميلادي الذي أنشئ بالمنامة وتم إيقاف نشاطه أواخر الثلاثينيات حيث ورث النادي الرياضي جميع موروثات المنتدى الأدبي من الكتب والأثاث وغيرها وبذلك جاءت صبغة النادي الأهلي في بداية تأسيسه ثقافياً واجتماعياً بشكل عام.
كما حوى الكتاب صوراً ذات طابع تاريخي لفرق الأندية وللمؤسسين ولبعض الدورات التي أقيمت ورؤساء الأندية الرياضية، وأتى بقراءة راصدة لمسيرة النادي الأهلي وتجربته الدمج مع أندية أخرى، وذكر المؤلف لمحةً سريعة عن أبرز النجوم في كرة السلة، وأخرى عن إنجازات رؤوساء بالنادي الأهلي كما ذكر الجمعية العمومية بالنادي ودورها وعرج على لمحات عن (عبدالرحمن كانو) الرئيس النموذج وإنجازاته الرياضية، واهتمامه بالثقافة ثم انتقل للحديث عن النادي الأهلي والمشروعات الإستثمارية، وعن النادي والمرأة والنادي ومواقف للتاريخ، ثم تحدث عن إدارة الأزمات بالنادي التي قادها عبدالوهاب العسومي.
إن ما فعله المؤلف في هذا الكتاب إنما هو محاولة لتوثيق عطاء النادي الأهلي بعبارة سهلة أراد أن يقرأها الأجيال